أحلام اليقظة

الطفل: ف.م عمره 12 سنة
حسب قول الأم فإن الطفل يشكو من سرحان وخاصة أثناء أدائه لواجباته المدرسية، وقد انعكس هذا السرحان سلباً على مستواه الدراسي، وتقول الأم: إن الطفل أجاب لدى سؤاله عن سبب سرحانه أنه يتخيل نفسه طياراً يحلق في الأجواء معها (مع والدته).
الرد: إن الطفل على ما يبدو من رسالة الأم يشكو مما يسمى بأحلام اليقظة، ولكن أحلام اليقظة هي خبرة طبيعية لدى كل الأشخاص، وعندما يشار إلى أحلام اليقظة كمشكلة فالمقصود بها هو انغماس الشخص بالأحلام في وقت غير مناسب على نحو يتضمن عدم القدرة على التركيز، والمؤشر الأساسي لوجود مشكلة هو أن تعيق أحلام اليقظة عمل الشخص وأيضاً (بالنسبة للأطفال) وصفهم بأن حياتهم الخيالية رائعة وحياتهم الواقعية صعبة ومملة.
سنتطرق للحديث عن أسباب أحلام اليقظة: هناك عدة أسباب لهذه المشكلة منها إدراك الطفل لأحلام اليقظة على أنها أكثر إشباعاً له من حياته الواقعية، ففي هذه الحالة تصبح أحلام اليقظة مهرباً ممتعاً، فالأماني يتم تحقيقها من خلال الخيال والخيال يعطي شعوراً قوياً بالرضا بالمقارنة مع النشاطات اليومية المملة. ومن الأسباب أيضاً أن يكون الطفل مصاباً بإعاقة جسدية (كالشلل مثلاً) أو إعاقة غير مرئية (كصعوبات التعلم) فهؤلاء الأطفال غالباً ما يحلمون بأنهم طبيعيون ومشهورون، ومن الأسباب الأخرى كون الطفل خجولاً، ففي هذه الحالة يصبح الطفل أكثر قلقاً في المواقف الاجتماعية ويقل تفاعلهم مع الآخرين، وتدريجياً تصبح أحلام اليقظة أكثر تعزيزاً لهم فيزداد احتمال حدوثها…
أما الحديث عن تدبير وعلاج هذه المشكلة فإنه من التدابير المناسبة إشراك الطفل في نشاطات مع الرفاق ما أمكن، وكذلك تكليف الطفل بمهمات صغيرة يمكن إتمامها دون الشعور بالملل أو التعب، وخاصة المهمات التي تحتاج إلى انتباه وسرعة تذكر وأخذ الملاحظات . ويجب تشجيع الطفل ومكافأته إذا لزم الأمر على نشاط إبداعي مثل كتابة القصص أو الشعر أو الرسم….. وكذلك يجب أن ينضم الطفل إلى نادٍ منظم، ويمكن التعرف إلى نوع النادي من خلال تفضيلات الطفل (نادي تصوير، حرف يدوية، علوم، لغات، فن). ومن التدابير أيضاً تجاهل سلوك أحلام اليقظة ومكافأة السلوك المعاكس وهو الانتباه والانتاجية، فمثلاً من الطرق الفعالة جداً أن يمنح الأبوان الطفل مكافآت وامتيازات إضافية عندما يذكر المعلم أن الطفل قضى فترة أقصر في أحلام اليقظة في المدرسة، ويجب تجنب التعنيف لأنه يؤدي إلى تعزيز أحلام اليقظة. ومما يساعد أيضاً – إذا كانت علاقة الطفل مع والديه يسودها جو من الثقة والحيرة- هو الحديث مع الطفل عن مضمون أحلام اليقظة، فمثلاً إذا كان الطفل يحلم أن يعيش في فيله أو قصر يسوده الأمان؛ حيث كل شيء هادئ فقد يرى الوالدان أن في ذلك إشارة إلى أن جو البيت يعتبر فوضوياً جداً ومزعجاً بالنسبة للطفل، لذلك فإن مزيداً من التنظيم والهدوء في البيت قد يؤدي إلى خفض أو إنهاء حالة أحلام اليقظة (وفي حالتنا يجب أن يتساءل الوالدان لماذا يحلم الطفل بالطيران بعيداً عن ماذا يا ترى؟ ولماذا مع والدته لامع والديه أو أخوته مثلاً؟) وفي الختام إذا كان الطفل يجد صعوبة في التمييز بين الحقيقة والخيال فيجب طلب مساعدة الأخصائيين فوراً.

ششكرا

يـععـطييكك العآففييه على الـمووضوعع القمييل

ششـككرآ لـككي على الـمجهوود الرآآئـعع

الـآ الـآآممآـم